تعد
الأنشطة اللاصفية من أفضل الأساليب التربوية المتطورة التي تمنح الطالب
فائدة وتنمي لديه مهارات ترفع من كفاءته وتحببه بالمادة العلمية التي
يتلقاها من معلميه وتبعد الملل عن الدرس الذي يعتمد على التلقين والحفظ،
حيث يسهم النشاط اللاصفي في تشجيع الطلاب وتحفيزهم للمشاركة في الأنشطة
والمسابقات التي تنظم داخل و خارج أسوار مدارسهم ...
أولا / تعريف الأنشطة اللاصفيةهي الأنشطة التي يمارسها التلاميذ خارج الصف أو الفصل داخل المدرسة أو خارجها مثل : جمع العملات أو طوابع البريد أو عمل نماذج الطائرات أو التصوير الفوتغرافى في جماعة التصوير وخروجهم مع جماعة الرحلات لتسجيل الزيارات للمتاحف أو الأماكن التاريخية ، إعداد مجلات حائطية ، جداريات ...
ثانيا - أهداف النشاط اللاصفي :
أهداف النشاط اللاصفي نابع من أهداف المنهج المدرسي ذاته وأهم هذه الأهداف مايلي:1- تنمية معان هامة في التلاميذ كالزعامة والقيادة والانتماء والتعاون والنظام والحب والتنافس الشريف وغيرها واكتساب التلاميذ لهذه المعاني الهامة من خلال الأنشطة المدرسية كإتحاد الطلاب والمسابقات الرياضية والكشافة ومعسكرات خدمة البيئة يأتي بالإحساس بكل معنى منها وممارسته وإدراك أثره من خلال الاحتكاك الفعلي بالزملاء مما يؤدى إلى ثبات المعنى وتقوية القيمة
2- اكتساب الميول المهنية:والميول تكتسب من خلال التفاعل مع البيئة ولا تورث ، وأحد الأهداف الهامة للنشاط المدرسي ، هو كشف الميول المهنية وفى حالة عدم وجودها أم وضوحها فإن المشرف على النشاط يخطط لإكسابها للتلاميذ من خلال ما يمارسونه من نشاط داخل جماعة الموسيقى أونادى العلوم أو فريق التمثيل أو الرحلات والزيارات الميدانية للشركات ، والمزارع والمصانع الصغيرة ..... وغيرها فالتلميذ يشاهد فيظهر حب استطلاع واهتمام بعمل معين كمنحل أ,دائرة كهربية ، أو تربية ماشية ، وتجارة من نوع معين ويلتقط المشرف على النشاط طرف الخيط ويوجه التلميذ إلى القراءة عن هذه الأعمال أو هذه الحرفة ، ثم يتيح له الفرصة لممارسة عمل يتصل به ، فإذا كان الاهتمام نحو البيع والشراء ، يوجه التلميذ إلى بوفيه المدرسة أو الكنتين ليتعرف على احتياجات زملائه ( دراسة السوق ) ، وإمكانياتهم المادية ( حتى لا يعرض بضاعة غالية الثمن يكون مصيرها البوار )، ويعرف طريقة العرض ( لتجذب انتباه المشترى ) وكيفية التخاطب وانتقاء الكلمات التي تحبب الزملاء في البائع وفى المكان ( كسب العميل ) وعرض أفضل الأشياء ( كسب ثقة العميل ) وحساب ثمن الشراء وثمن البيع والربح .....إلى غير ذلك ، وبالمثل فإن المشرف على النشاط إذا لاحظ اهتمام بالأدوات والتوصيلات الكهربية فإنه يبدأ بتوجيه التلميذ للقراءة لاكتساب المعلومات ثم يتيح الفرصة لممارسة واكتساب المهارات .. والعصر الحديث ليس عصر الوظيفة الحكومية ولكنه عصر المشروعات الصغيرة التي تنمو تدريجياَ لتصبح مشروعات عظيمة تخدم صحابها ، وترتقي بالاقتصاد وتساهم في رفع مستوى المعيشة
3- تنمية المعارف والميول والاتجاهات وأساليب التفكير السليم: يتيح النشاط المدرسي للتلميذ فرص الاختيار، فليس هناك محتوى مفروض عليه كما هوا لحال في العمل داخل الفصل وليس هناك وقت محدد لابد أن يتوقف عنده كوقت الحصة كما إنه حر الحركة غير مقيد بمقعد وقنطر ، ويستطيع اختيار النشاط الذي يشرف عليه أستاذ معين ويتحرك معه ويترك آخر ، وهذه الحرية تجعل النشاط محبب للتلميذ ، فهو يقرأ عن أقمار الاتصالات لأنه عضو في جماعة الصحافة المدرسية للموضوع بالذات ولكنه شعر بالميل نحوه فوجهه المعلم إلى عدد من المصادر وأوصى أمين المكتبة بمعاونته ليقوى ميله ،وليزيد من معلوماته وحجم معرفته بهذا الموضوع . وهذا هذا تلميذ آخر يعد كلمة لطابور الصباح فهو عضو في جماعة الإذاعة المدرسية ، فشجعه وقوى لديه هذا الاتجاه وحثه على أن يكون قدوة لزملائه ، ووجهه ليكتب كامته ويلقيها بحماس نابع عن إيمان بما يقول ، وبالطبع لكي يكتب كلمته فإنه يحتاج للقراءة وبذلك تنمو معارفه إلى جانب تنمية اتجاهاته ، وهذا ثالث عضوفى نادى العلوم بالمدرسة يميل إلى عمل أجهزة علمية مبسطة تواجهه العديد من المشكلات أثناء عمله والمشرف على النادي يستثمر هذه المواقف ولا يقدم حلولا جاهزة ولكنه يعينه على فرض الفروض واختبارها بالملاحظة والتجريب ويجرى تجربة تأكيدية ثم يبنى الجهاز ويعرضه على زملائه ويقوم المعلم بعرض الجهاز في الفصل لصلته بموضوع مقرر ويشير للتلميذ الذي قام بإعداده كما يعرض الجهاز في المعرض الذي يقام قرب نهاية العام الدراسي ويحضره أولياء الأمور وتقدم شهادات تقدير للتلاميذ الذين قدموا أجهزة فيها ابتكار وإبداع .
4- العمل على جعل المدرسة محببة للتلاميذ وجعلها أكثر جاذبية
5 - المساهمة في إعداد التلاميذ للحياة الاجتماعية :
لم يكن المنهج المدرسي بمفهومه القديم قادراَ على المساهمة في إعداد التلاميذ للحياة الاجتماعية فترة كبيرة كما سبق أن ذكرنا كان موجهاَ إلى المقررات الدراسية والنشاط المدرسي كان ينظر إليه على إنه مضيعة لوقت التلميذ فالتلميذ يأتي إلى المدرسة ليستمع لشرح المعلم ويستظهر المادة الدراسية لكي ينجح في امتحان نهاية العام وفى حوار دار بين المؤلف وعدد من المعلمين في إحدى الدورات التدريبية حول المدرسة في غياب النشاط المدرسي قال أحد المعلمين إنه لم ما يؤلمني كثيراَ ما أشهده في فناء مدرستي أثناء الفسحة وأنا أتابع تلاميذي وألاحظ سلوكهم عن بعد ، أرى تلاميذ منطويين يجلس كل منهم بعيدا َ عن زملائه يتناول طعاماَ أو يقرأ في كتاب مدرسي ويحاول زملاؤهم أن يتقربوا إليهم ، يشاركوهم الجري واللعب أو ليذهبوا لأحد أساتذتهم لمناقشته في موضوع معين أو ليتبادلوا – كزملاء-الرأي حول مشكلة تؤرقهم لكنهم يصرون التقوقع والانزواء ، وهم من يعرف عنهم أستاذهم أنهم متفوقون علمياَ ودائماَ في المقدمة يحصلون على أعلى الدرجات ولكن رأى زملائهم فيهم إنهم يتسمون بالخجل الشديد والارتباك حينما يتحدثون مع الآخرين ويصعب عليهم التعبير عن رأيهم ، لو تبنى وجهة نظر معينة أو القدرة على العمل في جماعة أو الحوار مع الكبار .أما المنهج الحديث الذي يعترف بقيمة النشاط اللاصفى ويشجعه ويوظفه في تحقيق أهداف المنهج فإنه يضع نصب عينه عند تنظيم هذه الأنشطة أن تساهم في إعداد التلاميذ للحياة الاجتماعية ويخطط لذلك فمن خلال الرحلات مثلاَ يجلس التلاميذ معاَ لتخطيط رحلتهم ، يتحاورون مع المعلم يتفقون ويختلفون في شجاعة أدبية يدافعون عن رأيهم في موضوعية دون تحيز ويتحملون مسئولية قرارهم ...وتظهر بعض العقبات التي تغير من برنامج الرحلة فيجتمعون ويقتر حوا الحلول ويعاونهم المعلم لا بتقديم حلول جاهزة ولكن بتوجيهات يسيرة إذا لزم الأمر يقترح عليهم مقابلة مسؤول يعاونهم في تذليل هذه الصعاب يجتمعون ويتصلون به ويحددون موعدا للقائه ..... وهكذا وكما أسهمت الرحلة بدور في إعدادهم للحياة في المجتمع تسهم جماعة أصدقاء البيئة وغيرها بدور كبير في تحقيق ذات الهدف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق